القصه بأركانها و تتابع احداثها كأسلوب ادبي مستقل لم تظهر في الادب العربي منذ زمن بعيد وانما كان اول ظهورها كصوره ادبيه مستقله علي ما نري في قرننا الفائت
وقد يري البعض ان تتبع السير و روايه احداث التاريخ وايام العرب كان احدي صور الفن القصصي وانما نقول في هذه ان هذه الاساطير ما كانت يوما قصصا ادبيا ذلك انها كانت تناقل احداث وروايات لم يظهر فيها ابداع ادبي او اسلوب شخصي متفرد
واول صور القصه العربيه والتي ظهرت علي استحياء كانت علي هيئه المقامات والتي ابدع فيها بديع الزمان الهمذاني ولكننا نقول ان هذه الاقصوصات كانت تفتقد الي البناء الدرامي والذي يؤدي الي التكامل الشعوري لدي القاري حتي اننا نجد احد هذه المقامات تروي لنا كيف ان رجلا وقف بسوق يخطب في الناس فأطال القول النهايه تعرف عليه راوي القصه واكتشف انه بطل المقامات وهو بذلك لا يقدم معضله تستوجب الحل كما انه لا يطرح فكره تستوجب التفكير
هذا علي خلاف الادب الفارسي او الادب الهندي والذي سبقانا بقرون فنجد في الادب الفارسي قصص علي غرار ( بكتاش ورابعه ) و ( خسرو و شيرين ) وكتاب ابدعو فيها وكتاب تفرغوا لوضعها في قوالب ادبيه كالشهنامات فنري (شهنامه الفردوسي ) و ( بختيار نامه ) وكلها قوالب ادبيه عمدت الي تجميع القصص الفارسيه في سياق ادبي رائع
ناهيك عن الادب القصصي الهندي والتي لم تتح لنا الفرصه الكامله للاطلاع عليه الا اطلاعا فقيرا
ولكن ما السبب ان العرب تأخروا في انتاج الادب القصصي علي رقي لغتهم وقوتها وثبات قواعدها دون باقي اللغات
الحقيقه السؤال اكثر من معقد فقوه اللغه واتقان اهلها الكامل لها في الجزيره العربيه وتفننهم في الابداع فيها جعلهم يختارون اصعب طرق الابداع دلاله علي الاتقان وهو الشعر والحقيقه ان الشعر بجماله و ظهوره كمجال قابل للنقد بقوه تحكمه قواعد عامه كان حجرا عاثرا امام القصه
كما ان ابداع العرب في لغتهم كان يسوقهم دوما الي التفوق وهذا ما دفعهم الي ركوب اصعب بحار الادب وهو الشعر
ولا يكاد التاريخ الادبي علي مدي قرن طويله في عمر اعظم اللغات يروي لنا احداثا عن شخصيه قصاص بارز في هذه الحقبات المتتاليه
وانساق ادباء العرب في فترات طوال خلف من سبقوهم فجعلوا همهم الاكبر في الشعر حتي زمن قريب جدا قياسا بعمر اللغه
وعلي هذا نري ان القصه العربيه لم تتكون بجوانبها الملموسه الا في عصرنا الحديث
واول ما بدأت القصه في عصرنا الحديث كانت قصص طويله اتخذ فيها الادباء اسلوب كتاب الغرب والذين سبقونا بكثير في هذا المجال فنجد الكثير من الكتابات الادبيه تأخذ الطابع الغربي سواء في الاسلوب الادبي او البناء القصصي الحدثي
ونشطت حركه الترجمه وهذا كان سببا في انتشار رغبه الكتابه القصصيه لدي ادبائنا اما حفاظا علي تراثنا بطرح كتابات قصصيه تتوافق مع طبيعتنا و ثقافتنا او بغرض مجاراه ادباء الغرب و محاوله تقديم اسلوب ادبي غربي بسمات و ملامح عربيه
الا ان هذه الحركه لم تنسجم الا في اوائل الاربعينات من القرن الفائت فبدأت تظهر كتابات قصصيه عربيه قويه تحمل الطابع العربي وكان علي رأس هؤلاء الكتاب السيد نجيب محفوظ و نحن وان كنا لا نري في اسلوب الرجل اسلوبا قويما او لنقل بصدق لنا وقفات مع ما يقدم من فكر الا اننا لا ننكر ان الرجل تمكن من ادواته بصوره مذهله و يكفيه فخرا انه اول من ابدع في القصه الطويله او لنقل العملاقه متتابعه الاجيال كما لا ننكر واقعيه ادبه علي جرأته
و في اوائل الخمسينات و الستينات ظهرت لنا بالفعل القصه القصيره
واول ما يميز القصه القصيره هو كثافه المضمون و الابتعاد الكلي علي الجمل الطويله و المعقده فعلي تعقيد الاحداث يجب ان تكون الجمل في غايه القصر و غايه الدلاله
و القصه القصيره لا تحتاج دوما الي بناء زماني بالمعني المفهوم فلعل القصه تحكي لنا موقفا لا يتخطي لحظات او حادثه مرت كلمح بالبصر وهذا رأيناه في الاف القصص القصيره ولعني اذكر قصه للاستاذ انيس منصور تسمي ( نظره ) من مجموعته القصصيه ( ارخص ليالي ) كانت القصه علي روعتها وتكثيفها تروي موقفا لا يتخطي الدقائق المعدوده و لعلني افكر في نقلها هنا في موضوعكم الكريم
هذا ما رأيناه في مشاركتنا و نحن لا ندعي فيه الصحه وان كنا نري فيه الصواب وتعقيب اخير وهو ان الفقير الي الله لا يعد نفسه اديبا او كاتبا ورأيه اجتهاد صرف و ليس محل استناد
_____________________
0 ان اول ما نجده هو ان الخوارج عرب وليسوا كالشيعه ينحدرون من اصول غير عربيه و طبيعه العربي الثوره لاتفه الاسباب
واذ درسنا ايام العرب وسيرهم و حروبهم لا نكاد نجد سببا ذا بال تراق من اجله كل هذه الدماء و يكفينا في هذه ان نذكر القاريء الكريم ان حرب البسوس والتي استمرت سنوات وسنوات و سقط فيها عدد ضخم من الضحايا كانت لان كليب ابن ربيعه سيد تغلب طعن بسهم ناقه جساس بن مره من بكر فقتله فيها جساس مع ان اخت جساس هذا زوجه كليب وهبت الحرب التي عصفت بالجزيره العربيه كامله
هكذا هو العربي اذا ثار فلا ترهق نفسك بالبحث عن السبب
وتعالوا بنا لنري تطبيقا خارجيا علي هذا الاسلوب و يروي لنا ابن عبد ربه في ذات النقطه
((
كانت الخوارج تقاتل علي القدح يؤخذ منها والسوط والعلق الحسيس ( ما تبلغ به الماسيه من الشجر ) اشد قتال
وسقط في بعض ايامهم رمح من خارجي فتقاتلوا عليه حتي كثرت الجراح والقتل وصاحب الرمح يرتجز
الليل ليل فيه ويل ويل
وسال بالقوم الشراه السيل
ان جاز للاعداء فينا قول
))
فأذا كان اجدادهم فعلوا هذا وكانوا هم يفعلون هذا فلا نتعجب ان جل ثوراتهم وقتاهم كان بغير سبب كأن القتال اصبح لديهم عملا عاديا يوشك ان يكون كالطعام والمشي 0
وقد يري البعض ان تتبع السير و روايه احداث التاريخ وايام العرب كان احدي صور الفن القصصي وانما نقول في هذه ان هذه الاساطير ما كانت يوما قصصا ادبيا ذلك انها كانت تناقل احداث وروايات لم يظهر فيها ابداع ادبي او اسلوب شخصي متفرد
واول صور القصه العربيه والتي ظهرت علي استحياء كانت علي هيئه المقامات والتي ابدع فيها بديع الزمان الهمذاني ولكننا نقول ان هذه الاقصوصات كانت تفتقد الي البناء الدرامي والذي يؤدي الي التكامل الشعوري لدي القاري حتي اننا نجد احد هذه المقامات تروي لنا كيف ان رجلا وقف بسوق يخطب في الناس فأطال القول النهايه تعرف عليه راوي القصه واكتشف انه بطل المقامات وهو بذلك لا يقدم معضله تستوجب الحل كما انه لا يطرح فكره تستوجب التفكير
هذا علي خلاف الادب الفارسي او الادب الهندي والذي سبقانا بقرون فنجد في الادب الفارسي قصص علي غرار ( بكتاش ورابعه ) و ( خسرو و شيرين ) وكتاب ابدعو فيها وكتاب تفرغوا لوضعها في قوالب ادبيه كالشهنامات فنري (شهنامه الفردوسي ) و ( بختيار نامه ) وكلها قوالب ادبيه عمدت الي تجميع القصص الفارسيه في سياق ادبي رائع
ناهيك عن الادب القصصي الهندي والتي لم تتح لنا الفرصه الكامله للاطلاع عليه الا اطلاعا فقيرا
ولكن ما السبب ان العرب تأخروا في انتاج الادب القصصي علي رقي لغتهم وقوتها وثبات قواعدها دون باقي اللغات
الحقيقه السؤال اكثر من معقد فقوه اللغه واتقان اهلها الكامل لها في الجزيره العربيه وتفننهم في الابداع فيها جعلهم يختارون اصعب طرق الابداع دلاله علي الاتقان وهو الشعر والحقيقه ان الشعر بجماله و ظهوره كمجال قابل للنقد بقوه تحكمه قواعد عامه كان حجرا عاثرا امام القصه
كما ان ابداع العرب في لغتهم كان يسوقهم دوما الي التفوق وهذا ما دفعهم الي ركوب اصعب بحار الادب وهو الشعر
ولا يكاد التاريخ الادبي علي مدي قرن طويله في عمر اعظم اللغات يروي لنا احداثا عن شخصيه قصاص بارز في هذه الحقبات المتتاليه
وانساق ادباء العرب في فترات طوال خلف من سبقوهم فجعلوا همهم الاكبر في الشعر حتي زمن قريب جدا قياسا بعمر اللغه
وعلي هذا نري ان القصه العربيه لم تتكون بجوانبها الملموسه الا في عصرنا الحديث
واول ما بدأت القصه في عصرنا الحديث كانت قصص طويله اتخذ فيها الادباء اسلوب كتاب الغرب والذين سبقونا بكثير في هذا المجال فنجد الكثير من الكتابات الادبيه تأخذ الطابع الغربي سواء في الاسلوب الادبي او البناء القصصي الحدثي
ونشطت حركه الترجمه وهذا كان سببا في انتشار رغبه الكتابه القصصيه لدي ادبائنا اما حفاظا علي تراثنا بطرح كتابات قصصيه تتوافق مع طبيعتنا و ثقافتنا او بغرض مجاراه ادباء الغرب و محاوله تقديم اسلوب ادبي غربي بسمات و ملامح عربيه
الا ان هذه الحركه لم تنسجم الا في اوائل الاربعينات من القرن الفائت فبدأت تظهر كتابات قصصيه عربيه قويه تحمل الطابع العربي وكان علي رأس هؤلاء الكتاب السيد نجيب محفوظ و نحن وان كنا لا نري في اسلوب الرجل اسلوبا قويما او لنقل بصدق لنا وقفات مع ما يقدم من فكر الا اننا لا ننكر ان الرجل تمكن من ادواته بصوره مذهله و يكفيه فخرا انه اول من ابدع في القصه الطويله او لنقل العملاقه متتابعه الاجيال كما لا ننكر واقعيه ادبه علي جرأته
و في اوائل الخمسينات و الستينات ظهرت لنا بالفعل القصه القصيره
واول ما يميز القصه القصيره هو كثافه المضمون و الابتعاد الكلي علي الجمل الطويله و المعقده فعلي تعقيد الاحداث يجب ان تكون الجمل في غايه القصر و غايه الدلاله
و القصه القصيره لا تحتاج دوما الي بناء زماني بالمعني المفهوم فلعل القصه تحكي لنا موقفا لا يتخطي لحظات او حادثه مرت كلمح بالبصر وهذا رأيناه في الاف القصص القصيره ولعني اذكر قصه للاستاذ انيس منصور تسمي ( نظره ) من مجموعته القصصيه ( ارخص ليالي ) كانت القصه علي روعتها وتكثيفها تروي موقفا لا يتخطي الدقائق المعدوده و لعلني افكر في نقلها هنا في موضوعكم الكريم
هذا ما رأيناه في مشاركتنا و نحن لا ندعي فيه الصحه وان كنا نري فيه الصواب وتعقيب اخير وهو ان الفقير الي الله لا يعد نفسه اديبا او كاتبا ورأيه اجتهاد صرف و ليس محل استناد
_____________________
0 ان اول ما نجده هو ان الخوارج عرب وليسوا كالشيعه ينحدرون من اصول غير عربيه و طبيعه العربي الثوره لاتفه الاسباب
واذ درسنا ايام العرب وسيرهم و حروبهم لا نكاد نجد سببا ذا بال تراق من اجله كل هذه الدماء و يكفينا في هذه ان نذكر القاريء الكريم ان حرب البسوس والتي استمرت سنوات وسنوات و سقط فيها عدد ضخم من الضحايا كانت لان كليب ابن ربيعه سيد تغلب طعن بسهم ناقه جساس بن مره من بكر فقتله فيها جساس مع ان اخت جساس هذا زوجه كليب وهبت الحرب التي عصفت بالجزيره العربيه كامله
هكذا هو العربي اذا ثار فلا ترهق نفسك بالبحث عن السبب
وتعالوا بنا لنري تطبيقا خارجيا علي هذا الاسلوب و يروي لنا ابن عبد ربه في ذات النقطه
((
كانت الخوارج تقاتل علي القدح يؤخذ منها والسوط والعلق الحسيس ( ما تبلغ به الماسيه من الشجر ) اشد قتال
وسقط في بعض ايامهم رمح من خارجي فتقاتلوا عليه حتي كثرت الجراح والقتل وصاحب الرمح يرتجز
الليل ليل فيه ويل ويل
وسال بالقوم الشراه السيل
ان جاز للاعداء فينا قول
))
فأذا كان اجدادهم فعلوا هذا وكانوا هم يفعلون هذا فلا نتعجب ان جل ثوراتهم وقتاهم كان بغير سبب كأن القتال اصبح لديهم عملا عاديا يوشك ان يكون كالطعام والمشي 0